الحركة الاستقلالية في المشرق العربي
- الاطار التاريخي و الوضعية التي تعيشها بلدان المشرق العربي :
مصر والاستقلال المشروط :
- في سنة 1919 اندلعت ثورة شعبية كبرى قادها "حزب الوفد" بزعامة سعد زغلول أرغمت إنجلترا سنة 1922على استبدال نظام الحماية بالحكم الذاتي الذي ترأسه الملك فؤاد الأول. وقد عملت إنجلترا على استقطاب الجناح المعتدل من حزب "الوفد" بقيادة مصطفى النحاس ، فتم التوقيع على معاهدة الزعفران سنة 1936 التي بموجبها حصلت مصر على استقلال مشروط بعدة قيود منها: إشراف إنجلترا على قناة السويس والسودان ، وجعل الأراضي المصرية والبنيات التحتية رهن إشارة القوات الإنجليزية في حالة اندلاع حرب مستقبلية.( ح.ع . الثانية )
الاستقلال الشكلي بالعراق والشام :
-احتلال انجلترا للعراق وتعيين فيصل بن حسين حيث شكل نقطة انطلاق المقاومة العراقية المسلحة. حيث اضطرت انجلترا بموجبها الى توقيع معاهدة الاستقلال المشروط 1930
- ومع تصاعد نشاط الحركة الوطنية في الثلاثينيات اضطرت فرنسا سنة 1936 إلى توقيع معاهدة الاستقلال المشروط بقيادة السلطان الاطرش .
- بعد نهاية الحرب العالمية الثانية وتحت المقاومة الوطنية اضطرت فرنسا إلى إجلاء قواتها عن سوريا ولبنان في أبريل 1946 لكن بالحفاظ على مصالحها العسكرية والتحكم بالسياسة الخارجية للبلاد .
حصول مصرعلى الاستقلال :
بعد الحرب العالمية الثانية تصاعدت الحركةالوطنية المصرية. فكانت النتيجة قيام ثورة الضباط الأحرار بزعامة جمال عبد الناصر في يوليوز 1952 :حيث أطيح بنظام الملك فاروق، وقضي على الامتيازات الأجنبية وضمنها شركة قناة السويس الذي تم تأميمها. فكان رد فعل إنجلترا وفرنسا وإسرائيل هو القيام بهجوم عسكري على مصر سنة 1956( عرف بالعدوان الثلاثي).
- استقلال بلاد العراق والشام وعدم الاستقرار السياسي :
في سنة 1953 تولى فيصل الثاني الملك على العراق تحت وصاية الوزير" نور السعيد " الذي أقام نظاما استبداديا ، وفي سنة 1958 تزعم عبد الكريم قاسم انقلابا عسكريا انتهى بسقوط النظام الملكي، وإعدام نور السعيد. بعد ذلك دخل العراق مرحلة الصراعات السياسية التي انتهت بوصول حزب البعث العراقي إلى السلطة خلال الستينات .
أمام تصاعد المقاومة المسلحة في بلاد الشام، اضطرت فرنسا إلى سحب قواتها من سوريا ولبنان وإلغاء القيود المقترنة باستقلال سنة 1946 . في نفس السنة ألغي الانتداب الإنجليزي بالأردن ، واعترف باستقلال البلاد تحت اسم المملكة الهاشمية الأردنية بقيادة عبد الله بن الحسين.
بعد الاستقلال، دخلت سوريا مرحلة الاضطرابات السياسية التي آلت إلى وصول حزب البعث السوري إلى الحكم في منتصف الستينات ، في حين عاش لبنان في الفترة 1975-1990 الحرب الأهلية بين الطوائف الدينية والعرقية .
- استقلال دول الخليج :
أمام تصاعد المد التحرري في بلدان الخليج العربي، اضطرت إنجلترا إلى الاعتراف باستقلال الكويت سنة 1961 واليمن الجنوبية ( عاصمتها عدن ) 1967 واستقلال كل من سلطنة عمان والبحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة سنة 1971.
حاولت دول الخليج العربي التحكم في استغلال ثرواتها البترولية فأنشأت منظمة الدول المصدرة للبترول، وعملت على تأميم شركات النفط والتخفيف من الاحتكارات الأمريكية .
خاتمة : استقلت دول المشرق العربي، لكنها ظلت تعاني من التبعية اتجاه الدول الكبرى. كما عرفت تباينا من حيث النمو الاقتصادي والاجتماعي